همس الألـــــــم ..
احتضنت دميتها وجلست هناك على قارعة الطريق .. تسأل المارة .. ما سيكون
حال الغد ؟؟ أهو مر كأمس ..؟؟ أم حرمان اليوم سيشرفنا غداً ..؟؟ لفت انتباهي
مظهرها .. طفله محاسنها تشهد لها بالأسى وجمالها يترجم أن مصيره البكاء والألم ...
طفله بشناعة الأعداء عذبت وتحت سقف القسوة أوت ..
فالملجأ جحيم والطعام دموع وحنين ..انتشلت من ذلك النبع وقذفت على ضفافه ...
نزع الأمن بمرارة الخوف ...
استبدل جمال الدنيا بمشاهد الموت ..
نورها بظلمة الليل ...
هدؤوها بصوت القنابل والصواريخ ..
تمسكت تلك الطفلة بما تبقى لها من الدنيا ... آثار لمنازل وركام ...حطام للممتلكات ... جثث للأهل والأصحاب ..
خرجت من تحت الانقاض تحمل بين يديها تلك الدمية لتؤنسها في الليل وتصاحبها في النهار ...
لتشكو حالها وتبث هموم أصحابها ...
بادرت لسؤالها وكأنني لا اعلم مالها ..
أيا طفلتي ... ما تحتاجين ...؟؟
همت بالوقوف فرحاً والابتسامة تشق طريقها في الأفق وكأن الهم قد رحل ....
اتلبين احتياجي ...؟؟
أجبتها في تردد ... أحاول بقدر المستطاع ...
قالت وهي تحاول أن ترتب أمانيها وتتذكر أحلامها ...
لا اطلب سوى المأوى والأمان ..
الحرية والسلام ...
الراحة والاطمئنان ...
الهدوء لا الفزع ...
أتمنى أن تعود الحياة من جديد ..
نرسم مستقبلنا المجهول ...
هل تعيدين لي والديً ..؟؟ أم سنعود جميعاً كما كنا ..؟؟
هل سأعود لذلك الصف مع أصحابي وتعود معلمتي .... ؟؟ بعد أن خر علينا السقف ...
هل سنصلي في الأقصى ونحطم سور الكفر اللعين ..؟؟
أم سألعب مع إخوتي ونسير في الطرقات بأمان ..؟؟
هل ستعود الحياة كما كانت ونمارس طقوسنا بلا خوف ولا فزع ..؟؟
استمرت صغيرتي تحلم حتى استلهما التعب وهي تنتظر الجواب ....
وأنا لا املك سوى دموع تخالط دموعها ..
أخذتها بين الأحضان .. مسحت على شعرها ...
أيا طفلتي ...كفـــــــاك حلماً فلن تجلب لك الآمال سوى التعب ....
إن كنت تنشدين العرب في كلامك ... ستموتين قهراً وألماً .. فالعرب لن تحس وتعي بما تقولين ... تثاقلت خطاهم ولم يعودوا كما كانوا ....
لن يلبي صرختك معتصماه ... لا فقد وارى الثرى ...
وصلاح الدين قد مات ... وسنظل نعاني حتى الممات ....