لن نتركك فأنت لنا
كم هي قاسية تلك الأحاسيس التي أحس بها... كم هي موجعة تلك الفرحات...تلك الشموع التي ينيرونها ليحتفلوا على ضوئها الخفيف...كم هو محزن ومؤلم النظر إلى السنة النار التي يشعلونها...ويسهرون يتدفئون بحرارتها... يضحكون ويرقصون...في آن أحرقت نيرانهم أوردتي وشراييني ...
يتراقصون في ارضي... ويدوسون على قلبي كما تدوس الحشرات جثة هامدة في ظلمة المقابر... ينشدون نشيد الأمل...أملهم بأرض الميعاد...
أملهم يأسي...
فرحتهم شقائي وبؤسي..
أحلامهم كوابيسي...
فهم يحلمون بإسرائيل خالية منا نحن العرب... وأنا كلما سجدت وركعت ...كلما سندت رأسي وحنيت ظهري...ارفع يداي ادعوك وأناجيك وأناديك..الهي وربي...
دنست شوارع ودروب بلدي بالدماء... وبكل يوم يقام عرس للشهداء... وأنا ارفع يداي قائلة:
فلتقض ربي بين الطغاة والأبرياء ...
تجري أغادير المياه في كل بلدان الأرض إلا ببلدي... فتجري سيول دماء تحت أقدامنا.... بات الموت جزء من الروتين اليومي...يدوي الرصاص فوق رؤوسنا ولا ننحني...تقصف الطائرات بيوتنا ولا نهجرها...بل نرسخ بها..فان مت أريد أن اقبر تحت أنقاض بيتي...
توضع باقات الورود فوق قبورهم ... ونكتفي نحن بذرة تراب من تربتك فلسطين...
فلسطيني الحبيبة... مناي أن تكوني لنا وحدنا... مناي أن يعانقني ثراك...أن أكون بضريحي...عانقيني واقبلي قبلة من روحي... التي ستكون فداك...اشربي واسقي زيتونك من دمي الذي ما كان ليهدر لسواك... لن أتركك حية كنت أو ميتة...لا جثة هامدة ولا رماد...
أنت لي وأنا لك ..دمت وستدومين وطني الحبيب..أمي وأغلى قريب...يا أملنا وجهادنا...وحبنا..لن نتركك فأنت لنا...